
عزيمة لا تلين: رحلة ريال مدريد وأوفييدو عبر الزمن
سباعية لن تُنسى وممر شرفي.. قصة ريال مدريد وأوفييدو تتجدد
بعد ربع قرن من الغياب يعود ريال مدريد إلى تارتيري الملعب الذي شهد أفراحه وأحزانه سباعية تاريخية لا تُنسى وممر شرفي من أوفييدو قبل السقوط الكبير الليلة يتجدد الصراع وتعود الذكريات في مواجهة تعيد الماضي بكل تفاصيله
ملعب كارلوس تارتيري موطن ريال أوفييدو يستضيف مجددًا مباراة في الدرجة الأولى حدث لم يقع منذ 10 يونيو 2001 العودة إلى النخبة بعد 24 عامًا من المعاناة التي بلغت مستويات قصوى ستكون أمام نفس الخصم الذي أغلق الباب في ذلك الوقت ريال مدريد
تشابي ألونسو متحمسون لمباراة ريال أوفييدو
الزائر الأخير قبل 24 عاماً
كان ريال مدريد قد حسم لقب الدوري قبل جولتين بعد أن اكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في البرنابيو كان ذلك أول لقب في عهد فلورنتينو بيريز قال الرئيس المبتسم بعد رفعه أول كأس منذ توليه المنصب ومع فيجو كأبرز صفقاته “أنا في غاية السعادة الآن أريد الدوري ودوري الأبطال في الموسم المقبل” وفي ذلك اليوم وسط الاحتفالات وجّه فلورنتينو رسالة أخرى “أود أن أجلب زيدان” وقد شكّل أوفييدو ممرًا شرفيًا لريال مدريد عند دخوله إلى أرض الملعب
بالنسبة لأوفييدو الذي كان يقوده رادومير أنتيتش كانت الوضعية في تلك الجولة قبل الأخيرة مأساوية كانوا يقاتلون من أجل البقاء وهو ما ضمنوه في المباراة السابقة بفوزهم 1-0 في كامب نو بفضل هدف من خايمي نفس المهاجم ابن النادي وضع أوفييدو في المقدمة أمام مدريد بعد 11 دقيقة من بداية المباراة وبدا الخلاص قريبًا لكن هدف سولاري في الدقيقة 27 ثم طرد أولي قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول ترك الفريق الأستوري في موقف صعب للغاية
كان أوفييدو خارج منطقة الهبوط في مركز ملحق البقاء وكان يستعد لإنهاء الموسم على ملعب مايوركا الفريق الذي كان في منطقة التأهل لدوري الأبطال لكن أي نتيجة أقل من الفوز في بالما لم تكن في صالحهم خسروا بنتيجة 4-2 وتعادل سرقسطة 1-1 مع سيلتا في ملعب لا روماريدا ما حكم على أوفييدو بالهبوط إلى الدرجة الثانية لمدة 24 عامًا
قائمة ريال مدريد لمواجهة أوفييدو في الليجا
عودة مدريد إلى ملعب تارتيري تستأنف تاريخ منافسة في الدوري بدأت في ليلة عيد الميلاد عام 1932 بفوز أوفييدو 3-2 وفي أول مباراة خارج الديار له كمدرب لريال مدريد سيسعى تشابي ألونسو إلى كسر سلسلة لم يحقق فيها الفريق الأبيض أي فوز في آخر أربع زيارات له إلى عاصمة إمارة أستورياس
كابيللو الأخير ونتيجة 7-1
التعادل 1-1 في عام 2001 تبعته نتيجتان بنفس النتيجة وهزيمة 1-0 بهدف سجله ديلي فالديس في 20 ديسمبر 1998 آخر مدرب لريال مدريد حقق الفوز على نادي ريال أوفييدو كان فابيو كابيللو
ففي 29 سبتمبر 1996 ضمن الجولة الخامسة من الليجا فاز ريال مدريد بنتيجة 3-2 وجاءت أهدافه عن طريق ميياتوفيتش فيكتور وسوكر بينما سجل لأوفييدو الراحل دوبوفسكي والأرجنتيني جامبوا ورغم أن الفريق الأزرق كان متأخرًا بثلاثية نظيفة ولعب بعشرة لاعبين قبل نهاية الشوط الأول (بعد طرد أونوبكو) فإنه قاتل حتى النهاية لتفادي الخسارة لكنه لم يتمكن من ذلك وخسر بنتيجة 3-2
ملعب أوفييدو لم يكن تاريخيًا نزهة سهلة لريال مدريد فثاني أسوأ هزيمة في تاريخ الليجا جاءت هناك ففي 21 ديسمبر 1947 وبخمسة أهداف من لاعب الباسك إستيبان إتشيفيريا اكتسح أوفييدو مدريد بنتيجة 7-1 هذه الخسارة لا يتفوق عليها سوى الهزيمة 8-1 التي تلقاها الفريق أمام إسبانيول في 2 مارس 1930
ذكرى دوبوفسكي
مهما مرت السنوات في كل مرة يلتقي فيها أوفييدو وريال مدريد تعود صورة بيتر دوبوفسكي إلى الأذهان المهاجم السلوفاكي فقد حياته في 23 يونيو 2000 في جزيرة كوه ساموي التايلاندية كان يبلغ من العمر 28 عامًا وفي أوفييدو حقق ما كان يحلم به عندما تعاقد معه ريال مدريد في صيف 1993 أن يصبح نجمًا في كرة القدم الإسبانية
لعب دوبوفسكي قليلًا مع ريال مدريد خلال عاميه في النادي 45 مباراة توّج خلالها بلقب الدوري عام 1995 مع فريق فالدانو ومع ذلك فإن من عاصروه في تلك الفترة كانوا دائمًا يبرزون الصفات الإنسانية لشاب جاء من بلد ناشئ مثل سلوفاكيا عام 1993
توفي دوبوفسكي بينما كان نجم أوفييدو الأول وجاءت عودة أوفييدو إلى الدرجة الأولى بعد أيام قليلة فقط من الذكرى الخامسة والعشرين لحادثه المميت باونوفيتش تذكره خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالصعود واليوم ستظل ذكراه حاضرة في أجواء ملعب تارتيري