
تحول جذري في آلية التحكيم الدوري الإسباني: خطوات جديدة نحو الإنسانية
لجعل التحكيم أكثر إنسانية.. تحديثات جديدة قبل انطلاق الدوري الإسباني
عانى حكام الدوري الإسباني في المواسم الأخيرة من هجمات واستهداف من بعض الأندية مما جعل الأمر يبدو كمواجهة بين الطرفين فقد تدخل رئيس رابطة “لا ليجا” للدفاع عن هؤلاء الحكام خاصة أنهم يعانون من ضغوط كبيرة ونقد متواصل من الجماهير والإعلام، مما يؤثر على أدائهم داخل الملعب ويزيد من حدة التوتر في المباريات.
تركز الهجوم على التحكيم بشكل خاص خلال الفترة الماضية حيث كان نادي ريال مدريد من أبرز الأندية التي صدرت بيانات تتضمن انتقادات حادة تجاه بعض الحكام هذا بالإضافة إلى برامج النادي التي تناولت التحكيم بشكل سلبي مما زاد من الجدل حول القرارات التحكيمية وتأثيرها على نتائج المباريات.
هجوم حاد على التحكيم
استخدم ريال مدريد بياناته الرسمية وقناته الخاصة كوسيلة للهجوم على التحكيم حيث تجلى ذلك بصورة واضحة في الموسم الماضي وقد واجه ذلك ردود فعل قوية من رابطة الدوري الإسباني التي كانت تدافع عن الحكام بشكل متواصل بل وترد على الات accusations المتكررة من النادي الملكي مما أدى إلى تفاقم الأزمة بينهم.
في أحد بياناته الرسمية انتقد ريال مدريد طاقم حكام مباراته ضد إسبانيول التي تمت في الجولة 22 وقد وصف النادي بعض القرارات بأنها غير نزيهة مما أسفر عن ردود فعل كبيرة من الجماهير والنقاد الذين اعتبروا ذلك محاولة للتأثير على قرارات الحكام في المستقبل.
لم يكتف النادي الإسباني بهذا النقد بل أصدر بيانًا رسميًا ضد الحكم المعين لمباراته ضد برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا بسبب تصريحاته التي انتقد فيها قناة ريال مدريد وهو ما جعل العلاقة بين النادي والحكام تتوتر بشكل أكبر وسط استياء واسع النطاق من تلك التصريحات.
إجمالًا أبدى ريال مدريد استياءه من أداء الحكام في عدة مناسبات وقد قوبل هذا الاستياء بشكاوى رسمية على خلفية الأخطاء التحكيمية التي اعتبرها النادي تلاعبًا مما أدى إلى توتر العلاقات بين الأطراف المعنية في الدوري الإسباني.
حائط صد من الاتحاد الإسباني
وجد الاتحاد الإسباني لكرة القدم نفسه في موقف الدفاع عن حكامه وسط هجوم ريال مدريد المستمر الذي لم يتوقف عن توجيه اتهامات متكررة حيث سعى الاتحاد جاهدًا للرد على هذه الاتهامات والتي كانت تتعلق بنزاهة الحكام بل والطعن في ميزان العدالة بالمباريات الأمر الذي زاد من حدة التوتر بين الأطراف.
أصدر الاتحاد español عدة بيانات لدعم حكامه ودفاعهم ضد الهجمات الموجهة من ريال مدريد التي تعيد إشعال النقاش حول نزاهة التحكيم وما يرافق ذلك من شائعات حول وجود غش أو تلاعب في قرارات الحكام مما أثر سلبًا على الأجواء العامة للدوري الإسباني.
بشكل رسمي أبدى الاتحاد الإسباني رفضه لتلك الاتهامات وأكد على أهمية دعم وتحسين نظرة الجمهور للحكام لزيادة احترامهم داخل الملعب وضمان بيئة تنافسية أكثر عدلًا ونزاهة بعيدًا عن التجاذبات السياسية أو الإعلامية في عالم كرة القدم.
رؤية جديدة للتحكيم
تبنى الاتحاد الإسباني بالتعاون مع اللجنة الفنية للتحكيم أسلوبًا جديدًا لتخفيف الضغوط عن الحكام في الموسم القادم حيث تم تعديل طريقة الإعلان عن تعيين الحكام لكل مباراة بشكل يضمن توقيت أدق مما يشجع على التفاعل الإيجابي ويحد من الضغوط التي تسببها الأندية على حكام المباريات.
حيث سيتم الكشف عن هوية حكم المباراة قبل 24 ساعة من موعد بداية اللقاء مما يتيح فرصة لتجهيز الحكام نفسيًا وللحد من الضغوط الإعلامية التي اعتادوا عليها خاصة من الأندية ذات النفوذ الكبير داخل المنظومة الكروية في إسبانيا.
جاء القرار في محاولة من الاتحاد الإسباني لوضع ضوابط مناسبة تساهم في خلق جو إنساني أكثر بين الحكام والأندية والمشجعين وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحسين صورة التحكيم ورفع مستوى الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف المعنية في عالم كرة القدم.
وفقًا لتصريحات فران سوتو رئيس لجنة الحكام فإن الهدف الأساسي هو تعزيز صورة الحكام أمام الجمهور كما يجب على المجتمع أن يفهم أن الحكام ليسوا مجرد تقنية بل هم جزء من روح اللعبة ويجب أن يُنظر إليهم كرياضيين من الدرجة الأولى وليس كمجرد حكام يفرضون القانون في الملعب.
أسلوب جديد
أعلن رئيس لجنة الحكام بالدوري الإسباني عن إجراء تغيير جديد يعكس رغبتهم في جعل التحكيم أكثر إنسانية حيث كان الحكام يتعرف عليهم من أسمائهم العائلية فقط الآن سيُعرف الحكام بأسمائهم الشخصية متبوعة باسم العائلة الأول فقط مما يعبر عن قربهم من المجتمع ويعزز من الحوار بينهم وبين الأندية.
هذا التغيير جاء في إطار سعيهم للابتعاد عن التقاليد القديمة التي لا تعكس تطورات المجتمع بشكل عام فمعظم المجالات الآن تتجه نحو تقديم أشخاص حقيقيين بدلاً من الألقاب الباردة والقوانين المجردة لذا يصب ذلك في صالح تعزيز الروابط الإنسانية داخل ملعب كرة القدم.
عبر فران سوتو عن آماله في أن يعزز هذا القرار من التفاعل الإيجابي ويتيح للحكام فرصة أكبر للتواصل مع الأندية والجماهير مما يسهم في بناء صورة إيجابية تعكس تطور اللعبة وتعزز من مصداقية التحكيم وقدرته على تحقيق العدالة داخل الملعب.