أزمة مستعصية.. ثنائي الأهلي لغز مبكر يواجه خوسيه ريبيرو (تحليل)

افتتح الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي مشواره في الموسم الجديد من الدوري المصري الممتاز بأداء باهت وتعادل إيجابي مع مودرن سبورت يوم السبت الماضي، هذا الأداء أظهر بعض القصور في الفريق وأظهر عدم الانسجام بين اللاعبين بقيادة المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو، حتى بعد الظهور الرسمي الأول محليًا في مسابقة الدوري رغم النتائج المتواضعة التي قد تؤثر سلبًا على مستقبل الفريق في الموسم الحالي

تتزايد التساؤلات بشأن إمكانيات الفريق خلال هذا الموسم خاصة مع عدم استقرار المدرب على التشكيل الأساسي فالإسباني ريبيرو يحاول العثور على التوليفة المثالية من اللاعبين، بعد التجريب بخيارات متعددة في الجبهة اليسرى حيث برز عدم ثبات هذا المركز كأحد الألغاز التي قد تعوق الأهلي من الوصول لأهدافه في المنافسة على اللقب في تلك البطولة الحماسية خلال الأشهر المقبلة

لغز مبكر

ظهرت الجبهة اليسرى كمعضلة مبكرة في الأهلي بعدما اختار المدرب الإسباني محمد شكري في التشكيل الأساسي، ومع بداية الشوط الثاني استبدل كريم فؤاد به وهذا التغير يعكس عدم استقرار المدرب على الظهير الأيسر الأساسي في فريقه للموسم الجديد، إذ أعطى ريبيرو الفرصة للثنائي ليظهروا إمكانياتهم الحقيقية لكن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب لاعتبارات فنية عديدة واجهت الفريق خلال المباراة

فيما يتعلق بأداء الثنائي كان من الضروري تحليل الجامع بين شكري وفؤاد في مباراة الأهلي ومودرن سبورت، حيث حرص المدرب الإسباني على التجريب وأخذ ملاحظاته لكن كان من الواضح أن أي منهما لم يتمكن من إثبات جدارته في الحصول على مكان أساسي في تشكيل القلعة الحمراء مع انطلاق مباريات الدوري الجديد

أما عن أرقام محمد شكري التي رصدها موقع “سوفا سكور” فإن خريطته الحرارية تظهر نشاطه في الناحية اليسرى من الملعب، حيث يعتبر أكثر فعالية في منطقة الوسط، حيث لعب 45 دقيقة من الشوط الأول مثّل فيها تدخلات ولكنه لم يكن بما يرضي الطموحات، فيما تشير الإحصائيات الواردة إلى عدم قدرة اللاعب على التأثير الكبير في مجريات المباراة رغم لمسته الجيدة للكرة التي ظهرت في دقة التمريرات

عند مراجعة الأداء الفعلي لشكر كان لديه تدخل إيجابي لم يصل للحد الأمثل إذ لعب الشوط الأول مع دقة تمريرات بلغت 92٪ وقدم للمهاجمين بعض الفرص، لكنه فشل في اقتحام عمق الملعب وبدا غير قادر على التحرك السريع كما كان متوقعًا، مما جعل تقيم أداءه في المباراة مثالياً ولكن دون أن يحقق الفائدة المنشودة

أما بالنسبة لكريم فؤاد الذي دخل في الشوط الثاني واجه تحديًا مختلفًا حيث أظهر نشاطًا ملحوظًا في الناحية اليسرى وساهم بشكل أكبر في الهجوم، وتظهر أرقامه أنه كان أكثر ديناميكية وليس فقط لاعبًا مدافعًا بل كان له تأثير فعال في بناء الهجمات وهذا التنوع في أسلوب اللعب منحه أفضلية في تلك الفترة من اللقاء رغم بعض الهفوات في التحركات ولكن كانت خطوة للأمام

تجلى ذلك في زيادة تحركاته ومساهماته النوعية في المباراة حيث سجل تدخلات إيجابية وتفاصيل تظهر رغبته في تقديم أفضل ما لديه، ومع مرور دقائق الشوط الثاني زادت دقة تمريراته وساهم بفاعلية أعلى ولكنه لم يظهر بالشكل المتوقع من الظهير الذي يمكنه فرض نفسه في التشكيل الرئيسي للأهلي مما جعل موقفه يتطلب مراجعة مستمرة

ملامح أسلوبهما

يتميز محمد شكري بأسلوب لعب يعتمد على الكرات العرضية ودائمًا يتواجد في المناطق الهجومية مما يُعطيه فرصة لإرسال الكرات لداخل الصندوق لكن في مباراة مودرن سبورت لم يظهر بمستوى التوقعات، إذ لم يتمكن من استغلال تلك المزايا وقام بمجهود في الجانب الدفاعي لكنه افتقد للتوازن في الهجوم ما ترك أثره على الأداء العام للفريق في تلك المباراة التي كانت تحتاج إلى أجوبة حاسمة

بينما يمتلك كريم فؤاد أسلوبًا مميزًا حيث يُعتبر “الجوكر” في الفريق لديه القدرة على الدخول إلى عمق الملعب وتنفيذ تسديدات قوية مما يزيد من خيارات الأهلي الهجومية، كما استطاع أن يُظهر تنوع في المراكز التي يلعب عليها، ورغم ذلك فإن حركة طاقته لم تكن متواجدة على مدار المباراة بالكامل وهذا ما يتطلب منه تقديم الجهد والتواصل مع باقي اللاعبين بشكل أفضل لضمان نجاح الفريق ككل

وربما خلال الفترة المقبلة يبدأ خوسيه ريبيرو في تكريس جهوده لتحديد الأولويات في مشاركة أحدهما وفقًا لمتطلبات الخصم، مما يعزز من فرص استغلال خصائص كلا اللاعبين والمتعطشين للاستمرار في التشكيل، إلا أن التجارب التي خاضها المدرب في المباراة الأخيرة لم تمنح رؤية شاملة حول اختياراته بالموسم الجاري وعدم مواكبة عدم المستوى المطلوب يزيد من الضغوط بصورة ملحوظة على الفريق مع بداية الموسم

وعلى الرغم من أن عامل التدوير بين الثنائي في مواجهة الأمس لم يُظهر تحسنًا كبيرًا أو اختلافًا ملحوظًا في الأداء إلا أن تخبط الجبهة اليسرى ما زال أبرز التحديات التي يواجهها الأهلي منذ الموسم الماضي، وقد تواصلت هذه الصعوبات مع غياب المغربي يحيى عطية الله وتراجع مستوى علي معلول، مما يعتبر عقبة جديدة تحتاج إلى حل جذري ليتجاوز الأهلي تلك الأزمة المحورية في مشواره بالدوري

كيف رأيت ما قدمه محمد شكري وكريم فؤاد أمام مودرن سبورت؟