
على خطى بالمر: تداعيات رحيل جيمس ماكاتي على مانشستر سيتي وجوارديولا
على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟
قرر مانشستر سيتي السماح لجيمس ماكاتي بمغادرة الفريق في الصيف الحالي حيث انتقل إلى نوتينجهام فورست بعقد يمتد لخمس سنوات قادمة ويظهر انتقاده هنا تزايد المخاوف بالنسبة لجوارديولا حول رحيل لاعبين موهوبين في الظروف الحالية مما يزيد من الصعوبة في تعويض كيفن دي بروين فيما تبقى من الموسم.
خلال مسيرته مع مانشستر سيتي كان ماكاتي بالتأكيد أحد اللاعبين الذين يمتلكون مواهب هائلة مشابهة للتي كانت لدى كول بالمر عندما رحل إلى تشيلسي لذلك يطرح التساؤل حول ما إذا كان جوارديولا سيشعر بالندم بسبب فقدان موهبة هجومية مثيرة في هذه الأوقات الحرجة لتشكيلته.
وعد جوارديولا
عندما بدأ بيب جوارديولا بإشراك ماكاتي في مباراة الدرع الخيرية، أوضح مدى احتياجه إليه متعهداً بإبقاءه في الفريق من أجل موسم ناجح ومستقبل مشرق ومع مرور عام فقط بدا أن جوارديولا قد تراجع عن رؤيته السابقة ليفقد أحد أفضل المواهب الهجومية التي يمتلكها.
انتقل ماكاتي إلى نوتينجهام فورست في صفقة بلغت قيمتها حوالي ثلاثين مليون جنيه إسترليني وهو مبلغ كبير بالنسبة للاعب لم يتمكن من إثبات قدرته على الحصول على مكان في تشكيلة السيتي الأساسية مما يثير تساؤلات جديدة حول تقيم النادي للموهبة الشابة.
تجربة سابقة
من خلال التجارب السابقة مع كول بالمر يمكن القول إن مانشستر سيتي مر بموقف متشابه، حيث حدث أن لاعباً شاباً مثله لم يحقق فرصته عند وجوده في الفريق وعاد ليحقق نجاحات في نادٍ آخر مما يزيد من القلق حول رحيل ماكاتي في وقت حساس وقاسي موجود حالياً بالنادي.
تمكن ماكاتي من تسجيل الأهداف في مبارياته القليلة مع السيتي لكنه لم يحظَ بالوقت الكافي لإثبات قدراته على مستوى أكبر مما يتطلبه النادي أوجه الشبه بين آل بالمر وماكاتي تظهر بوضوح ويبدو أن تكرار الفشل في منحهم الفرصة يؤرق السادة في إدارة النادي.
هذا العام كان ماكاتي قائدًا لفريق تحت 21 عامًا المتوج ببطولة أوروبا وهذا يعني أنه في الوقت الذي كانت تعجبه اللعب في أضواء الكبار، كان ينقصه فقط الدعم والثقة الكافية للظهور بمعدلاته الأعلى، هنا يتساءل الكثيرون حول ما قد يحدث بعد رحيلهم ونجاحهم في أندية أخرى.
عبر حالات مثيلة مثل حالة بالمر، يتحول تفكير جوارديولا ومساعديه إلى مشاعر القلق على مستقبلهم بينما يشهدون روح المنافسة في الأندية الأخرى ما يزيد من عدم راحته حول التنوع الذي يمتلكه هؤلاء اللاعبين وخصوصاً في الأوضاع التي تمر بالنادي في الوقت الحالي.
يقول جوارديولا عن اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على اللعب في المساحات الضيقة وانتزاع الفرص إنهم نادرون وبالتالي يتضح أنه من الصعب إيجاد بديل مثالي لجيمس ماكاتي الذي كان لديه الإمكانية للنجاح في مانشستر سيتي وفي ظل تزايد التحديات يصبح من الضروري النظر داخل الأكاديمية أكثر مما مضى.
وقد عكست تدخلات المدربين في تشكيلاتهم التوجه نحو تعزيز الأكاديمية واكتشاف موهبة جديدة تحت الضغط الذي يحدث بسبب وجود المال الكبير والقدرة على شراء أفضل اللاعبين مما يجعل من الصعب على الأسماء الشابة أن تجد مكانها، لذا تبقى التحديات قائمة وكثيرة.
دعم الملاك الأقوياء
أمام الشباب في مانشستر سيتي، تتجلى معضلة أساسية، إذ على الرغم من وجود واحدة من بين أفضل الأكاديميات العالمية، إلا أن بيئة النادي المالكة توفّر خيارات متعددة تتسبب في تضاؤل فرص الشباب للظهور مستقبلاً ومعرفة ما إذا كان سيتمكنون من تحقيق النجاح مع وجود كمية ضخمة من التعاقدات الأوروبية.
توجيهات النادي واضحة حيث تم التعاقد هذا الصيف مع لاعبين في مركز الوسط الهجومي في إطار استثمار يبلغ ثمانين مليون جنيه إسترليني مما يجعل من الضروري للموهوبين في الأكاديمية أن يحاولا التكيف بسرعة مع المنافسة أو البحث عن خيارات خارجية، ولكن هل سيتمكنون من النجاح خارج أسوار السيتي؟.
إن ضغوطات السوق والتعاقدات تعني أن الأسماء الشابة تحتاج إلى تقديم أداء قوي لتحقيق مكان لهم وهذا يضاعف الضغوط الملقاة على عاتقهم، فقد شهدنا عديدًا من اللاعبين الذين اجتازوا اختبارات الانتقال إلى أندية أخرى لكن الكثير منهم لم ينجوا أو يمكثوا في دائرة الضوء مثلما حظى بها فودين ولويس.
أظهر ماكاتي فعلاً قدراته، ولكن هل سيستطيع أن ينضم إلى أقرانه الذين أثبتوا أنهم جيدون بما فيه الكفاية خارج أكاديميتهم؟ حيث يتوجب على إدارة المدينة إعادة النظر في التقييمات المخصصة لهؤلاء اللاعبين الذين قد يعودون لاحقًا لتأكيد جدارتهم ويخلقوا لنفسهم مسيرة مميزة في أندية أخرى.
هناك تحديات قائمة تحيط بمستقبل مانشستر سيتي خاصة مع رحيل ماكاتي وعودته للظهور بالنجاح في بيئات أخرى، تساؤلات عديدة تظهر حول تكيفهم في ناجحاتهم عندما يتعلق الأمر بالأداء الميداني وأسلوب تطويرهم بعد مغادرتهم. الزمن وحده سيخبرنا إذا ما كان ماكاتي سيكون أحد هؤلاء الذين سيثبتون أنهم موهوبين حقًا،
جدول مباريات اليوم